سورة الشرح مكتوبة بخط كبير من المصحف الكريم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)
وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)
الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)
وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
________________________________________
تفسير سورة الشرح
سورة الشرح هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 8، وترتيبها في المصحف 94، في الجزء الثلاثين، بدأت بأسلوب استفهام أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ، ولم يُذكر فيها لفظ الجلالة، نزلت بعد سورة الضحى.
الترتيب في القرآن | 94 |
---|---|
عدد الآيات | 8 |
عدد الكلمات | 27 |
عدد الحروف | 102 |
النزول | مكية |
سبب النزول
نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى . وكأنها تكملة لها ، فيها ظل العطف الندي ، وفيها روح المناجاة الحبيب وفيها استحضار مظاهر العناية . واستعراض مواقع الرعاية . وفيها البشرى باليسر والفرح . وفيها التوجيه إلى سر اليسر وحبل الاتصال الوثيق ..التفسير هو كالتالي
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ . ألم نشرح صدرك لهذه الدعوة ؟ ونيسر لك أمرها ؟ وننر لك الطريق حتى ترى نهايته السعيدة !
وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ . ووضعنا عنك عبئك بشرح صدرك له فخف وهان وبتوفيقك وتيسيرك للدعوة . وبالوحي الذي يكشف لك عن الحقيقة ويعينك على بها إلى القلوب في يسر ولين .
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ . رفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ ، حين قدر الله أن تمر القرون ، وتكر الأجيال ، وملايين الشفاه في كل مكان تهتف بهذا الاسم الكريم مع الصلاة والتسليم ، والحب العميق .
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إن العسر لايخلومن يسر يصاحبه ويلازمه . وقد لازمه معك . فحينما ثقل العبء ، شرحنا لك صدرك ، فخف حملك ، الذي أنقض ظهرك ، وكان مصاحباً للعسر ، برفع إصره ، ويضع ثقله . وتكرار الآية تذكير واستحضار لمظاهر العناية والرعاية .
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ . فإذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض ، ومع شواغل الحياة .. فتوجه بقلبك كله إلى ما يستحق أن تنصب فيه وتكد وتجهد العبادة والتجرد والتطلع والتوجه .. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ . إلى ربك وحده خالياً من كل شيء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم .